- الزيارات: 529
“Euterpe” هي جمعية ثقافية أنشأها البروفسور “Tommaso LIUZZI” في إيطاليا وهي تعمل في مجالي الموسيقى والعلوم منذ أكثر من 15 سنة في روما في ايطاليا، ومنذ 8 سنوات في لبنان بإشراف "جوقة أرزة لبنان" التي تمثّلها رسمياً بشخص رئيسها الأب مارون حرب م.ل.
تعتمد “Méthode Euterpe” على الموسيقى كما على كافة أنواع الفنون كوسيلة علاجية لتأهيل وتعزيز وحماية صحة الإنسان الجسديّة والنفسيّة، دون أي تمييز وتبرهن أن الموسيقى قادرة على اختراق جهاز الإنسان العصبي، لتحسين إدراكه وسلوكه عبر تعزيز "المرونة الدماغيّة".
إنطلاقاً من أهدافها ومختلف القطاعات التي تغطيها كذوي الاحتياجات الخاصة والتوحد والإدمان ومرض الألزهايمر، كان لا بدّ لـ “Euterpe” أن تضمّ إلى فريق عملها إختصاصيين من مختلف المجالات والقطاعات كالموسيقى وعلم النفس والتربية وعلم الأعصاب... لتكون في خدمة أي إنسان بحاجة للمساعدة.
قصة يوتيربي لبنان
هكذا بدأت القصة، في حزيران 2011، عندما تعرفنا على المايسترو توماسو ليوزي، خلال لقاء تضمن جزئين:
- الأول كان كيفية إدارة الجوقات.
- والثاني كان عرضًا لطريقة Euterpe للموسيقى من جميع جوانبها لخدمة المجتمع وخاصة لذوي الاحتياجات الخاصة.
في الحادي عشر من ايلول 2011، تمت دعوتنا لتجربة وتعلم كيفية تنفيذ طريقة Euterpe. شاركنا في ورش عمل منحتنا الفرصة للاختلاط مع الأطفال والشباب.
لقد غنينا معًا، ولعبنا معًا، عشنا في عالمهم المذهل جدًا، يدعو إلى حقيقة أصيلة للغاية ، مليئة بالسعادة، ومجموعة متنوعة من المواهب. بقدر ما كانت الفرحة كبيرة، كانت الغصّة في القلب: لماذا لا يستطيع الشباب ذوي الاحتياجات الخاصة في لبنان الفرص نفسها؟ لماذا لا يمكنهم التقدم والاندماج في المجتمع؟ بدلا من أن يكونوا مهمشين.
بعد فترة وجيزة، تم توقيع اتفاقية بين جوقة أرز لبنان والجمعية الثقافية Euterpe وبدأت مرحلة التحضير للتدريب وإطلاق فريق يتحضر لتطبيق طريقة Euterpe في لبنان.
مع كل يوم جديد آمالنا وطموحاتنا للوصول لأكبر عدد من الشباب كانت تنمو، خاصة علمنا باحتياجات كثيرة في مجتمعنا.
قد يكون بإمكان Euterpe، بطرقها العديدة والمختلفة، الإجابة على العديد من الأسئلة والاحتياجات من خلال تفردها، سواء كان ذلك علاجيًا أو أكاديميًا أو فنيًا أو علميًا.
في تموز 2012 كانت أول دورة تدريبية لأول أستاذين. الهدف الرئيسي منها صقل الشخصية والتجارب الحيّة التي ستسمح للشخص بنقلها، بدوره، إلى من سيخوض نفس التجربة.
في أيلول من العام نفسه بدأ العمل مع 5 شباب من ذوي الاحتياجات الخاصة وكان التعاون الأول مع طلاب جمعية "اليونبوع".
نقلنا بأمانة معظم ورش العمل إيمانا بفاعلية ماعشناه. لقد منحنا هذا مزيدًا من الثقة بالنفس، خاصة مع العِلم أن الموسيقى فتحت مستويات جديدة ومعاني مختلفة مع مواهب الطلاب المختلفة.
وبدأت الكرة تتدحرج. جلسة بعد جلسة، نمى الفريق، وانضم إلينا الشباب بمختلف الأعمار والاحتياجات الخاصة المختلفة تنمو وتتطور معنا.
اخترقنا المجتمع معًا: استقبال الطلاب من المدارس والجامعات، فقد شاركنا في مهرجانات كانت رائعة رغم اختلافها.
في عام 2013 ، تبادل الفريقان اللبناني والإيطالي تبادل الخبرات، ولأول مرة في لبنان، مع تغطية تلفزيونية، أظهر عملنا ومواهب الشباب.
عقدنا جلسات لمتابعة جميع الأبحاث التي يجريها الفريق اللبناني وكذلك الفريق الإيطالي حتى نتمكن من خلال فريقنا تبادل الخبرات. كما قمنا بتنظيم جلسات للطلاب المهتمين بهذا النوع من العمل، وكنا أول من اقترح هذا النوع من العمل في لبنان للعمل على تطويرها وتقديم دورات تدريبية لها.
كان لنا تجارب عديدة مع الشباب الذين مروا بإدمان المخدرات؛ مع كبار السن المصابين بمرض الزهايمر، الأطفال الذين يعانون من صعوبات تعلمية. وأخيراً عشنا تجربة مع مرضى السرطان ضمن برنامج خاص بالتعاون مع وحدة علم النفس في مستشفى جامعة "سيدة المعونات الجامعي - جبيل".
عدة نقاط تَوَّجت تقدمنا مع الشباب وزادت ذاتنا ثقة في فرديتنا، مع كل اختلافاتنا إحساسنا بالمثابرة والطموح لتوسيع معرفتنا.
ورش العمل ذات الأهداف والمهام الواضحة جددت ورفعت من مكانة الشباب. فقد أظهروأ تطورا لوالديهم؛ وغيّر نظرة المجتمع لهم. والأهم غداً سيعطي الأمل والخدمة للبنان.
قدمنا ورش عمل:
- بناء هويتنا: من بناء هوية الفرد. هوية الفرد داخل عائلته؛ وبالطبع هوية الفرد في المجتمع.
- مشبّك: من قلب المجتمع اللبناني وتقاليده وعاداته، فهذا الحلو، أنه بالنظر إليها، يبدو لطيف وجميل، أنيق، نقدمه في المناسبات الاحتفالية فهي تبقى ناعمة ومتشابكة مثل شخصية كل فرد. على الرغم من الصعوبة، معًا، يصبح الضعف قوة يجمع الجميع معًا.
- AYEL AND BITJOUI: شخصيتان، متصلتان بحرف واحد من كل منهما شخص يولد من جديد، يرفض أن يكون منبوذاً، أو يوضع في الظل، أو أن يكون محروماً. من خلال تعاون كل فرد أساسي في المجتمع: فرد، أسرة، جمعية متخصصة أو بصحة جيدة، بالمعنى المجازي، يمكننا أن نكون روادًا في صنع مستقبل يليق بنا.
- WE BELIEVE نحن نؤمن.
تم دمج عناصر الطبيعية الأربعة مع المكوّن الخامس "نحن" بكل اختلافاته، الغني والضعيف. . .
لحظات فريدة مليئة بالأحداث، وحّدت الشباب للمشاركة في المهرجانات. وكان أحدها مهرجان الزهور بدعوة من بلدية جبيل. حفلات عيد الميلاد بالتعاون مع جوقة أرز لبنان. كما شاركنا في الغناء مع جوقة الأطفال في مسرحيات موسيقية.
كما كان لدينا أكثر من مداخلة في جامعة كسليك في عدة مناسبات.
- كانت المرة الأولى في عام 2012 في اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة قدمنا ورشة عمل جمعت الشباب مع فرقي Euterpe اللبناني والإيطالي وجوقة أرز لبنان.
- في عام 2013 قدمنا النتائج التي حققناها بعد عام واحد من العمل.
- تمت دعوتنا من قبل كلية العلوم الإنسانية - علم النفس للمشاركة في المؤتمر الذي كانت أهدافه عرضًا للطرق التي تقوم على أساس الفنون، ومنها الموسيقى، وتأثيرها على الفرد. تميز هذا اللقاء بمشاركة شبابنا، الذين تفاعلوا بشكل لافة من خلال موسيقاهم، مع الجمهور الذي كان غالبيته من علماء النفس وطلاب علم النفس.
- كان من أهم الأحداث التي طبعت مسيرتنا حتى اليوم في عام 2015، عندما شاركنا في مؤتمر وورشة عمل، حيث عزف الشباب على آلاتهم مع فرقة الموسيقى البحرية الإيطالية. تولى رامي وإليزا من لبنان جزء في هذا الحدث.
Euterpe Lebanon ،Insieme أصبحت رسميًا معترف بها من قبل الحكومة اللبنانية في 23 ايار 2018، ولذا فإننا نمثل رسميًا جمعية Euterpe الإيطالية. هدفنا هو خدمة أكبر شريحة ممكنة من المجتمع وتحقيق أحلامنا معًا، مع الشباب وأولياء أمورهم، بلبنان أفضل.
Add a comment- الزيارات: 250
تعريف وتاريخ العلاج بالموسيقى
العلاج بالموسيقى علاجٌ يسعى إلى استعمال خصائص الموسيقى والصوت كدعامة في استرجاع المرء قدراته الاجتماعية والعقلية والبدنية والحفاظ عليها أو تحسينها. إنّه يندرج في إطار العلاجات بالتأمل الموسيقيّ (من خلال تجارب موسيقيّة متعدّدة كالارتجال، والغناء، والاستماع،) الخ)
تعريف وتاريخ العلاج بالموسيقى
العلاج بالموسيقى علاجٌ يسعى إلى استعمال خصائص الموسيقى والصوت كدعامة في استرجاع المرء قدراته الاجتماعية والعقلية والبدنية والحفاظ عليها أو تحسينها. إنّه يندرج في إطار العلاجات بالتأمل الموسيقيّ (من خلال تجارب موسيقيّة متعدّدة كالارتجال، والغناء، والاستماع، الخ) ولكنّه يختلف عن بعض التقنيات المعروفة باسم سيكوموسيقية (psychomusicales) والتي تعتمد على الاسترخاء فقط.
يُستخدَم العلاج بالموسيقى عادةً في علاج المرضى من جميع الأعمار ومن ذوي الاضطرابات المختلفة كالتوحّد، والألزهايمر والباركنسن والاضطرابات النفسية والإعاقات الجسدية والإعاقات الحسية، كما العاهات الخلقية، وتعاطي المخدرات، واضطرابات التواصل، والإجهاد، والقلق ،ADHD، وصعوبات التعلّم
في العصور القديمة
بدأت الدراسات عن العلاج بالموسيقى في الولايات المتحدة في أوائل القرن الثامن عشر. غير أَنَّ استخدام الموسيقى لأغراض علاجيّة يعود إلى العصور القديمة. وهذا ما تبيّنه نصوص توراتية وتاريخية تعود إلى حضارات قديمة.
فالإغريق، مثلاً، عزوا جميع أنواع الفضائل إلى الموسيقى، لِما لها من تأثير مدهش على النفوس. ولقد عرفوا "المعالِجين بالموسيقى" الذين كانوا بدورهم يؤثّرون في "المزاج وفي السوائل الحيويّة في الجسم باستخدامهم آلاتٍ وإيقاعاتٍ وأصواتًا شتّى".
أما الصينيون، فقد وضعوا جدولاً من مائة نوع من العلاجات بالموسيقى وذلك خمسة قرون قبل الميلاد. وحسْبَ فرانسوا بيكار "فَجَوْهر الموسيقى بالنسبة للصينيين يكمن في الصوت... انه يعادل الرنين والاستجابة العفوية وتحرّك الهواء والنَفَس... وهو أيضا الصلة التي تثبت انسجام الإنسان بين السماء والأرض ".
في تركيا، الموسيقى والعلاج بالموسيقى معروفان منذ أكثر من 6000 سنة. فالفارابي (870-950) وضع مبادئ علمية في علاج الأمراض ولقد صنّف النغمات المتعدّدة في الموسيقى التركية وفقًا لتأثيرها على الفرد. على سبيل المثال: راست: يمنح الراحة والصفاء؛ سابا: يمنح الشجاعة.
القرن التاسع عشر والقرن العشرون
إنّ أشكال العلاج بالموسيقى التي عُرِفت في العصور القديمة نجدها نفسها في معظم الثقافات اللاحقة.
في كتابه "إنجلترا في العالم الجديد" (لندن 1846)، كتب إليوت وابرتون عن دار لرعاية المسنّين قائلاً: "باستثناء حالات نادرة، يبدو أن الموسيقى تولّد لديهم متعةً كبيرةً، فهي تهدّئهم بدلاً من أن تثيرهم. "
في يناير 1849 تضمّن تقرير المفوضين في مأوى بوبورت في كيبيك، ما يأتي: "لقد اكتشفنا انّه في حالات كثيرة، شكّلت الموسيقى والرقص عونًا كبيرًا كعامل شفاء..."
وفي وقت لاحق، أجريت بحوث واسعة النطاق في معاهد متعدّدة في فرنسا وخارجها. فمعهد كارايان في سالزبورج درس القوّة الفيزيولوجية للموسيقى، كما ARATP (جمعية البحوث وتطبيق التقنيات السيكوموسيقيّة) في باريس، ومعهد إميل جاك دالكروز الذي تأسّس في جنيف عام 1915.
إنّ تجدّد النظرة إلى تأثير الموسيقى على الإنسان أثمر أعمالاً على أيدي باحثين أنكلوسكسونيين أمثال شوين وغيتوود (1927)، هفنر (1936)، كابوكو (1952) وكاتل (1953). من جهة أخرى، اهتمّ باحثون كفرنسس وإمبرتي وجوست وبرات وسايمون ووربك بمسألة الدلالات الموسيقيّة؛ وقد حاول البعض وضع نظام نظريّ ليبرهن إحصائيًّا الدقّة والصحّة في التبدّل الحاصل في الوضع العاطفيّ لدى الأفراد عندما يستمعون إلى معزوفة موسيقيّة.
أمّا في الولايات المتحدة الأميركيّة، فاستعمال الموسيقى في برامج إعادة التأهيل والتخفيف من الشعور بالألم في المستشفيات العسكرية في نهاية الحرب العالمية الثانية دفع كليّة ولاية ميشيغان في (1944) إلى وضع برنامج دراسيّ لتدريب المعالجين بالموسيقى ينالون في نهايته دبلومًا.
في عام 1954، اهتمّ جاك جوست (مهندس صوت) بتأثير سماع الموسيقى على الفرد، فربط بين سماع تسجيل موسيقيّ وبين الرسم الدماغيّ الذي يجسّده. اعتمد جوست على ركيزة سريريّة بمساعدة مختبر الرسم الدماغي في مستشفى الأمراض العقليّة والدماغ في كليّة الطبّ في باريس. وقد أجرى أبحاثا على العواطف والموسيقى.
وبعد سنوات قليلة، اقترح جاك جوست وجاك بورت (عالِم في الموسيقى) جلسات علاج بالموسيقى، مقدّمَين فرضيّة إمكانيّة العلاج بالموسيقى إذ إنّ الانسجام الموسيقيّ يفعل فعله في الجسم البشريّ ويؤدّي إلى انسجام الجسد والروح معًا.
في الخمسينيات، ولدت أوّل جمعية أميركيّة للعلاج بالموسيقى . وفي انكلترا، تعاونت الجمعية البريطانية للعلاج بالموسيقى، التي تأسست في عام 1958، مع Guildhall School of Music في وضع برنامج الدراسات العليا فينال الطالب في نهايته إجازةً في العلاج بالموسيقى.
أمّا في فرنسا، فقد تمّ إنشاء مركز للبحث والتطبيق في أواخر الستينيات. وفي عام 1972، أبصرت النور أوّل جمعية وتلتها الثانية في عام 1980. ومنذ ذلك الحين، استقرّ تيّار العلاج بالموسيقى في فرنسا ووُضعت أسس تأهيل المعالجين بالموسيقى.
اليوم
إنّ الأبحاث الوراثية في السنوات الأخيرة ومساهمة العلوم العصبية تسمح بتعميق معرفتنا الدماغ وتولّد آمالا كبيرة في مجال الصحة. فإنها تميل اليوم إلى أن تبرهن أن لدينا "دماغًا موسيقيًا"، وأنه من غير المستبعد أن نكون مدعوين إلى استثمار هذا الدماغ قبل أن نتمكّن من النطق.
وعلاوة على ذلك، فقد أظهرت الدراسات أن مكوّنات الموسيقى المختلفة (إيقاع، جرس، ارتفاع) تُشرك مناطق مختلفة في الدماغ. وبالتالي فميزة " انتشار" الموسيقى في الدماغ تبيّن إلى أيّ مدى يمكنها المساعدة في المجالات كلّها كالمجال الذاكري واللفظي والحركي والاجتماعي والعاطفي والبدني والعقلي...
وفقاً لجمعية كيبيك للعلاج بالموسيقى AQM : "فالعلاج بالموسيقى هو أسلوب تدخّل يستعمل عناصر الموسيقى (إيقاع، لحن، انسجام، أسلوب، وما إلى ذلك) لتحسين أو المحافظة على الراحة الجسدية والنفسية لدى الفرد". أي شخص، بغض النظر عن عمره وقدراته البدنية والعقلية وخبرته الموسيقية، يمكنه الاستفادة من اتّباع العلاج بالموسيقى.
لقد اتسعت تطبيقات العلاج بالموسيقى على نطاق واسع جدًا في المستشفيات والمراكز الصحية ... وبات تنوّع الممارسات والمُقاربات يلبّي حاجة الحالات المتنوّعة الواجب معالجتها:
فالعلاج بالموسيقى الناشط يُدخل أشكالاً عديدة من التعبير الموسيقي والبدني، والعديد من الأدوات والحركات من أجل تعزيز التعبير عن الذات؛ أمّا العلاج بالموسيقى السلبي - أقدم أشكال العلاج بالموسيقى - فهو، بعكس العلاج الناشط، لا يهدف إلى ممارسة الموسيقى، بل إلى جعل المريض يستمع إليها بغية مساعدته على تحسين قدراته الحسيّة.
Add a comment